معلماتٌ متميّزاتٌ ومعلمونَ متميّزونَ، ذوو قِيَمٍ تربويَّةٍ وإنسانيّةٍ ساميَةٍ، هم مَن سيقودونَ مجتمعَنا العربيَّ نحو التميُّزِ والإبداعِ
أحيّيكم بأطيبِ تحيّةٍ وأرحّبُ بكم أجملَ التّرحيبِ فأقولُ: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ
مع بَدءِ السنة الدراسيةِ القادمَةِ، استهلُّ كلمتي بأسمى معاني الأمنياتِ لطالباتِنا وطلابِنا في المعهد الأكاديميِّ العربيِّ للتربيةِ في كليّةِ بيت بيرل، بأنْ تكون سنةً أكاديميةً موفّقةً ومفعَمةً بالنّشاطِ ومكلَّلَةً بالنّجاحِ، كما أتمنى للطاقمِ الأكاديميّ والإداريِّ برمَّتِهِ مواصلةَ الدّربِ في خَطِّ معالِمِ العِلمِ والعملِ كما عهدناكُم: لنفوسِ طلّبنا داعمونَ ولعقباتِهم مهوّنونَ ولكلماتِهم مصغونَ.
إنَّ المعهدَ الأكاديميَّ العربيّ للتربيةِ لطالَما عملَ فأنجزَ، ونشِطَ فأبدَعَ ليتمتَّعَ بمكانةٍ أكاديميةٍ عاليةٍ في البلاد بكلِّ الفخرِ والاعتزازِ. طلابُ معهدِنا وخرِّيجوه يتّسمونَ بشحذِ الهِمَمِ وتحصيل العِلمِ والمعرفةِ بتميُّزٍ وإبداعٍ داخلَ حرَمِ الكليّةِ وخارجِهِ.
خرّيجو المعهدِ هم مَن جعلوا نصبَ أعينهم التّحصيلَ الأكاديميِّ فقاموا بأسمى الإنجازات ليستأهلوا الشّهادات… آخذين على عاتقِهم المسؤوليَّةَ الجادّة في بناء المجتمعِ وتطويرِهِ، فغدَوا همْ المعلِّمينَ المبدعينَ والقادةَ التربويّينَ الأفاضلِ في مدارسِنا العربيَّةِ وحتّى اليهوديَّةِ إذا طرَقوا أبوابَها، سفراءَ لوسطِنا العربيِّ الأصيلِ وثقافتِهِ السّمحاءِ. وإنّما ينبري هذا لا من فراغٍ ولا من عشوائيّةٍ، وإنّما هو ثمرةُ توفيرِ البيئةِ الأكاديميةِ التعليميَّةِ الداعمةِ، والتي إلى رِفعةِ شأنِ طلابها دومًا هي ساعِيَة. في معهدنا يحظى الطلابُ بالدراسةِ في صرح أكاديميّ متطوِّر، وجهازٍ علميٍّ متنوِّر يضمُّ لفيفًا من المحاضرينَ المتميِّزين أكاديميًّا وبارزين في الميادينِ علميًّا، متزوِّدينَ بأحدثِ طرقِ التعلُّمِ وتنوُّعِ أساليبِ الدرسِ والتفكُّرِ، وبحياة اجتماعية ونشاطاتٍ طلابيّة غنيَّةٍ مثريةٍ، جنبا إلى جنبٍ بدعمٍ وتعاونٍ من طاقم إداريٍّ عاملٍ بالمهنيَّةِ وحريصٍ على الجودةِ العاليةِ.
يحتضنُ المعهدُ الأكاديميُّ العربيُّ للتربيةِ في كلية بيت بيرل العديدَ من البرامجِ والمشاريعِ التعليميّةِ والتربويّةِ الحديثةِ الفاعلةِ والمُجيدَةِ، بالإضافة إلى برامجَ اللقب الثاني بمضامينِها الرّائدةِ.
من الجديرِ ذكرهُ، في هذا الصّددِ، أنّهُ في عام 2016 وبحمدِ اللهِ وبعدَ جُهدٍ جهيدٍ من العملِ الدؤوبِ واستيفاءِ كافّةِ الشُروطِ المطلوبةِ- قد صادقَ مجلسُ التعليم العالي على جعْلِ المعهدِ تابعًا له بالكاملِ، وبهذا أصبحَ المعهدُ المؤسّسةَ العربيةَ الأكاديميّةَ الوحيدة التي حصلت على هذه المصادقةِ حتى الآنَ، ولنا الفخرُ بذلكَ والاعتزازُ. سيَّما هذا القرارُ معناهُ إضافةُ امتيازاتٍ أكاديميَّةٍ وماديَّةٍ مفيدةٍ إلى المعهد عامّةً، والطلاب والمحاضرين خاصةً، ما يصبُّ في النهضةِ والريادةِ أكثرَ فأكثرَ خدمةً لمجتمعِنا العربيّ.
يطيبُ لي وإنّه من دواعي سروري أن أنتهزَ هذه الحفاوةَ المبارَكةَ لأزفَّ إلى طالباتِنا وطلابِنا بشرى أخرى تنطوي على تميُّزِ المعهد عن غيرة من الكليات بتبنّي المعهد للمنحى الجديد لمجلس التعليم العالي والذي يمكِّنَ طلابَه من الحصولِ بشكلٍ مباشرٍ على شهادةِ اللقب الثاني بعدَ خمسِ سنواتٍ من التعلُّمِ في المعهدِ.
وأخيرًا، نؤكِّد على أنَّ الهدفَ الساميَ الذي وضعناه نصب أعينِنا في المعهد، هو رفعُ جهازِ التربيةِ والتعليمِ في المجتمعِ العربيِّ والنهوضِ بهِ والبلوغِ إلى القمّةِ العليا في عصر التكنولوجيا وغزارةِ المعلومةِ وفنيَّةِ الدرسِ التدريسِ. إنّنا سعَيْنا وما زلنا نسعى لرفعِ التحصيلِ العلميِّ والثقافيِّ ومواكبةِ التطور التكنولوجيِّ، وتعزيزِ الهويةِ وشحذِ الانتماءِ، ونبذِ كافّةِ أشكالِ العنصريةِ والعنفِ بالتخلُّقِ الحسنِ، وصياغةِ اللفظةِ الطيِبَةِ الهادفةِ، وتقديمِ أرقى سبلِ العلمِ والمعرفةِ لأولادنِا في مدارِسِنا ومختلفِ الميادينِ.
من أجلِ تحقيقِ ذلك، سنقومُ بإعدادِ وتطبيقِ برنامجٍ خاصٍّ يفي بهذهِ الأغراضِ، حيث تتجاسرُ جهودُ إدارةِ المعهدِ بالتعاضُدِ معَ الطاقمِ الأكاديميِّ والطلّبِ، والاستعانةِ بالأقسامِ والدوائرِ والأطرِ الأكاديميّةِ الأخرى في كليّةِ بيت بيرل، نافضينَ جميعًا العزائمَ منتهِلينَ من كلّ خبرةِ ومتلمّسينَ لكلِّ حِكمةٍ.
في كنفِ هذه المناسبَةِ، تخالجُ نفوسَنا مشاعرٌ فيّاضةٌ… تفيضُ علينا مع طلّبِنا بحنانِ الأسرةِ الواحدةِ، ودِفْءِ البيتِ الواحدِ، بيتٍ ظلَّلهُ العِلمُ، ودعَّمَ ركائزَهُ الأدبُ، وافترشتْ أرضَهُ سبُلُ التّربية
مع خالص الاحترام،
د. ورود جيوسي